ألترا عراق ـ فريق التحرير
بينما يعدّ النفط هو المصدر الرئيسي الوحيد لتمويل خزينة الدولة العراقية وما يرافق هذا الاعتماد الريعي من مخاطر على اقتصاد البلد، إلا أنّ هذا المصدر الوحيد لا يخلو من المشاكل والتحديات التي يسجلها خبراء بين الحين والآخر، خصوصًا مع ضعف القدرة الإنتاجية للعراق وصعوبة رفع الإنتاج في حقوله.
تقادم عمر الآبار والحقول النفطية التي يستخدمها العراق منذ سنوات لاستخراج النفط صارت تشكل تحديًا دائميًا كبيرًا
وبفعل هذه الصعوبات والمعوقات، لم ينجح العراق من تحقيق هدف إنتاجه المحدد من أوبك+ خلال الأشهر الماضية، حيث ضخ العراق في شباط/فبراير الماضي 4.18 مليون برميل يوميًا، وهو أقل من حصته الإنتاجية المحددة وفق أوبك+ بـ150 ألف برميل يوميًا.
اقرأ/ي أيضًا: ما بعد انتهاء النفط.. هل يمتلك العراق بدائل لتغطية مصاريفه السنوية؟
ويشخص خبراء في النفط أحد أبرز المشكلات التي قد تعدُّ "دائمية" وليست طارئة، هو تقادم عمر الآبار والحقول النفطية التي يستخدمها العراق منذ سنوات لاستخراج النفط، حيث بدأت هذه الحقول والآبار "تشيخ"، ونتيجة للاستخراج والسحب المستمر للنفط الكامن في هذه الحقول، انخفض ضغط المكامن النفطية وأصبح استخراج النفط ودفعه خارج المكامن إلى الأعلى أكثر صعوبةً.
وعندما "تشيخ" المكامن النفطية، تبدأ مشكلات عديدة بالظهور مثل صعوبة الإنتاج واستخراج النفط، فضلًا عن خروج كميات كبيرة من المياه مع النفط الخام، ولحل هذه المشكلة، تستخدم شركات النفط "حقن المياه" في الآبار لزيادة الضغط وتعويض الفراغات مما يدفع النفط الخام إلى الخارج، وهذا الحل يواجه العراق أيضًا مشكلات فيه، حيث لا تتوفر كميات كافية من المياه المطلوبة لحقن الآبار، إذ تبلغ سعة حقن المياه في الوقت الحالي 4 ملايين برميل ماء يوميًا فقط وهي غير كافية، بحسب تصريحات لنائب مدير شركة نفط البصرة أحمد أدهم.
ومع بدء "شيخوخة" الآبار النفطية التاريخية في العراق، تعمل وزارة النفط على استكشاف وحفر آبار جديدة لتطوير الآبار مع شركات مثل "هاليبرتون" و"وذر فورد" و"شلمبرجير"، وآخرها توقيع عقد مع شركة سوكار الأذربيجانية للحفر والخدمات النفطية.
متى ينضب نفط العراق؟
الحديث عن شيخوخة الآبار وانتهاء النفط فيها، يقود إلى التساؤل عن مصير نفط العراق وعدد السنوات التي سينتهي عندها وجود النفط بالكامل، حيث يبلغ احتياطي العراق من النفط وفق المنصات العالمية المتخصصة أكثر من 140 مليار برميل، وبينما ينتج العراق حاليًا أكثر من 4 ملايين برميل يوميًا، والسعي لرفعه لـ5 ملايين برميل يوميًا، فإنّ النفط العراقي سينتهي تمامًا في غضون 76 عامًا فقط أو خلال 3 أجيال فقط، وفق حسابات سريعة أجراها "ألترا عراق" مع خبراء.
لكنّ الخبير النفطي حمزة الجواهري يشير لطرح أكثر أملًا، حيث يقول في حديث لـ"ألترا عراق" إنّ "الاحتياطي النفطي العراقي المعلن هو 153 مليار برميل وليس 140 مليار برميل كما تقول المنصات العالمية المتخصصة"، مشيرًا إلى أنّ "العراق لديه 84 حقلًا مكتشفًا وما هو مستغل منها 35 حقلًا فقط، أي ما زال هناك 49 حقلًا مكتشفًا لكن غير مطور"، أي أن قرابة 60% من الحقول غير مطورة أو مستغلة بعد.
ويبيّن الجواهري أنّ "العراق يحتوي كذلك على اكثر من٤٠٠ تركيب جيولوجي غير مكتمل الاستكشاف".
وإضافة إلى ما تقدم، يشير الجواهري إلى مسألة أخرى يصفها بأنها "غاية بالأهمية"، وتتمثّل بأنّ معامل الاستخلاص للحقل في الوقت الحالي 20% وهو رقم افتراضي محافظ جدًا، بحسب الجواهري، الذي يبين أن "معاملات الاستخلاص لو ارتفعت عن ذلك الرقم كنتيجة لتطوير التكنولوجيا فإننا قد نصل إلى معاملات استخلاص بحدود 50% وربما أزيد من ذلك".
وعلى ما يبدو، يعني هذا أنّ كل التقديرات للاحتياط النفطي سترتفع بنسبة 150%، أي أنّ المليار برميل سوف يكون مليارين ونصف المليار برميل، بحسب الجواهري.
لدى العراق 84 حقلًا مكتشفًا وما هو مستغل منها 35 حقلًا فقط
ويؤكد الجواهري أنّ "هذه التراكيب الجيولوجية قد لا تكون منتجة أو أننا سنجد الغاز بدلًا من النفط فإنّ العدد سوف يقل ولكن بنسبة ليست كبيرة".
اقرأ/ي أيضًا:
"اقتصاد العنف".. إحصائية رسمية تكشف حجم أموال العراق المنهوبة