ألترا عراق - فريق التحرير
يصادف اليوم، الذكرى 139 لولادة الملك فيصل، أول ملوك الدولة العراقية ومؤسس دولة العراق الحديث، الذي ولد في 20 أيار/مايو 1883.
والملك، هو فيصل الأول بن الحسين بن علي الهاشمي، ثالث أبناء الحسين بن علي الهاشمي شريف مكة، وقد كان ملكًا على سوريا لمدة 4 أشهر منذ آذار/مارس 1920 وحتى تموز/يوليو من ذات العام.
تعلم فيصل في الآستانة اللغات التركية والإنجليزية والفرنسية والتاريخ، وأتقن بتفوق اللغتين التركية والانكليزية وبعضًا من اللغة الفرنسية. وتزوج هناك من الشريفة حزيمه ابنة عمه الشريف ناصر في عام 1905، وأنجب منها كل من الأميرات: عزة، راجحة، رئيفة. وكذلك الأميرين: غازي (الذي حكم العراق لاحقًا)، ومحمد.
أعلنت بريطانيا رغبته في تشكيل ممكلة عراقية بمؤتمر القاهرة عام 1921، وذلك بعد اندلاع ثورة العشرين ضد قواتها المحتلة، ويعتبر من أهم المؤتمرات التي حددت مصير العرب بعد سقوط الدولة العثمانية.
كان وزير المستعمرات آنذاك ونستون تشرشل قد أعلن نية حكومته تحويل سياستها من الاستعمار المباشر إلى حكومة وطنية تحت الانتداب.
في مؤتمر القاهرة، رُشح الأمير فيصل بن الحسين ملكًا على العراق، وتشكل المجلس التأسيسي من بعض شخصيات البلاد مثل نوري السعيد ورشيد عالي الكيلاني وجعفر العسكري وياسين الهاشمي.
وانتخب نقيب أشراف عبد بغداد عبد الرحمن الكيلاني النقيب رئيسًا لوزراء مملكة العراق.
في صيف العام التالي غادر الأمير فيصل جدة متجهًا نحو العراق على متن باخرة بريطانية، وصلت البصرة في حزيران/يونيو 1921، واستقبله بعد وصوله إلى بغداد المندوب السامي البريطاني بيرسي كوكس والنقيب عبد الرحمن.
بعد 4 أشهر تقريبًا، توج فيصل الأول ملكًا على العراق في ساحة ساعة القشلة بالعاصمة، بعد تصويت حصل فيه على نسبة 96% من أصوات مجلس الوزراء.
واتحدت الولايات الثلاث (البصرة وبغداد والموصل) في ظل الملك فيصل الأول، والذي ساهمت حكومته تحديدًا بالاحتفاظ بولاية الموصل ضمن الحدود العراقية بعد صراع مع تركيا وبمعاونة بريطانية.
وتفاوض فيصل الأول مع بريطانيا على سلسلة من المعاهدات بلغت ذروتها في عام 1930 بمعاهدة مكّنت العراق من تحقيق "الاستقلال" والعضوية في عصبة الأمم بحلول عام 1932، بحسب دائرة المعارف البريطانية.
استمر الملك فيصل الأول على عرش العراق، قبل سفره إلى القدس ثم إلى سويسرا مطلع أيلول/سبتمبر 1933، لإجراء فحوص دورية، ولكنه توفي بعد أسبوع، وتحديدًا في الثامن من الشهر ذاته اثر أزمة أقلبية.
أُرسلت جثته إلى إيطاليا ومن ثم فلسطين (حيفا وعكا) مرورًا بالأنبار حتى وصلت إلى بغداد ودُفنت في المقبرة الملكية في منطقة الأعظمية ببغداد.
من أبرز ما يُنسب إليه من مقولات باتت تحظى بصدى في الأوساط الاجتماعية المحلية، ويعود تاريخها إلى العام 1921: "أقول وقلبي ملآن أسىً… إنه في اعتقادي لا يوجد في العراق شعب عراقي بعد، بل توجد تكتلات بشرية خيالية، خالية من أي فكرة وطنية، متشبعة بتقاليد وأباطيل دينية، لا تجمع بينهم جامعة، سمّاعون للسوء ميالون للفوضى، مستعدون دائمًا للانتفاض على أي حكومة كانت، فنحن نريد والحالة هذه أن نشكل شعبًا نهذبه وندرّبه ونعلمه، ومن يعلم صعوبة تشكيل وتكوين شعب في مثل هذه الظروف يجب أن يعلم أيضًا عظم الجهود التي يجب صرفها لاتمام هذا التكوين وهذا التشكيل.. هذا هو الشعب الذي أخذت مهمة تكوينه على عاتقي".