كانت أغرب حالة طلاق سجلتها المحاكم العراقية، بحسب ما تداولته صفحات عراقية، حينما قدمت امرأة طلبًا للطلاق من زوجها بسبب تدخينه سيجارة بعد مرور ست سنوات على زواجهما، حيث كانت على اتفاق معه بألا يدخن، لأنها تكره التدخين وتنزعج منه، وحينما كشفته يدخن لمرة واحدة على سبيل التجربة، انفصلت عنه، بالرغم من علاقة عاطفية استمرت أربع سنوات قبل الزواج.
وقعت حالة طلاق ونزاع عشائري في العراق بسبب لعبة إلكترونية، لم ينقذ فيها الزوج زوجته من الخسارة!
بعد هذه الحالة، بدأ العراقي على مواقع التواصل الاجتماعي، يقرأ باستمرار عن أغرب حالات الطلاق التي تحدث في المحاكم والتي يرويها أحيانًا من يعمل في المحاكم العراقية، كمحامٍ أو باحث اجتماعي، والتي تحدث عادة بين المتزوجين الذين لا تتجاوز أعمارهم 30 عامًا.
اقرأ/ي أيضًا: وحش الطلاق في العراق.. 10 حالات كل ساعة!
وكثيرًا ما تتعلق أسباب حالات الطلاق هذه بـ"الشرف" أو مواقع التواصل الاجتماعي. لكن الأغرب كانت حالات الطلاق المتعلقة بالمسلسلات التركية التي غزت الشاشة العربية في السنوات الأخيرة، وتسببت في العديد من حالات الطلاق في العراق، وغيرها من البلدان العربية!
مع هذا ربما لم يخطر على بال المتابع أن حالات الطلاق في العراق ستبلغ ذروتها الهزلية، بتسجيل حالة طلاق، ونزاعات عشائرية، بسبب لعبة إلكترونية تدعى "بوبجي"، والتي لقيت مؤخرًا رواجًا كبيرًا بين العراقيين، وفي المنطقة العربية عمومًا.
وقال مصدر من محكمة عراقية لـ"ألترا صوت"، إن رجلًا كان يلعب لعبة بوبجي مع زوجته وامرأة أخرى، وبحسب قوانين اللعبة فإن امرأة غريبة طلبت الدعم من الزوج، فاستجاب لها، وفي المقابل ترك زوجته تحتضر في اللعبة حتى ماتت بسبب قتلها من قبل لاعبين آخرين. "استمر الرجل في اللعب مع المرأة الأخرى التي أنقذها، وترك زوجته تواجه مصير الموت في اللعبة"!
لم تستطع الزوجة تجاوز مع حدث والذي اعتبرته "إهانة"، وشاركت ما حدث مع عائلتها، فاستحضر والدها بموت ابنته المؤلم في لعبة بوبجي، كل التقاليد العشائرية الرائجة في العراق نتيجةً لغيابة الدولة وضعف القانون، ولم يستطع هو الآخر تجاوز ما حدث، معتبرًا أنه إهانة!
اتصل والد الزوجة بزوج ابنته، وقال: "أنت مهدد منّا عشائريًا، أخبر عشيرتك بأنا نطلب منهم رد اعتبار عما حدث"، في إشارة إلى ما يسمى في العراق بـ"فصل عشائري". يستفسر الزوج من الأب عن السبب الذي يدعوه لـ"تهديده عشائريًا"، فيرد عليه الأب، بـ"تركت ابنتنا لوحدها في المعركة، وأنقذت امرأة أخرى"، متسائلًا: "ماذا ستفعل معها في الواقع إذا كنت تركتها في لعبة؟"!
وأضاف المصدر أن الخلاف العشائري هذا انتهى بالطلاق وغرامة عشيرة الزوج بمبلغ مالي، ردًا لاعتبار لعشيرة الزوجة "التي تركها لوحدها في ساحات الوغى بلعبة بوبجي"، على حد تعبير المصدر ساخرًا من القضية.
لم يصبر أهل الزوجة وعشيرتها على إهانة ابنتهم في لعبة "بوبجي"، من جانبهم أخذوا حقهم المادي والمعنوي، لكن الزوجة بقيت تشعر بأن حقها لا يزال غير مكتمل.
عملت الزوجة على توريط الزوج مع عشيرة أخرى، لإرجاع كرامتها التي انتهكت في اللعبة، ففضحت المرأة التي أنقذها زوجها في "بوبجي"، وأخبرت أهلها بما حدث. حتى جاؤوا إلى الزوج وأهله ويخبرونه بأنه "مطلوب عشائريًا لهم لكونه أنقذ ابنتهم وربما يعطي هذا إيحاءات أخرى تتعلّق بالشرف"، لتكون خسارة مالية أخرى يقدمها الزوج لعشيرة البنت التي أنقذها وترك زوجته"، كما كشف بذلك مصدر "ألترا صوت".
ويرى مراقبون أن أزمة الدولة في العراق وعدم الاستقرار، تسببت في "ضياع بوصلة المجتمع" في علاقاته، وعدم وقوفه على أرضية صلبة في التعامل مع الآخر، سواء كان شريكًا في الحياة أو من ضمن المجتمع بشكل عام.
تسببت أزمة الدولة العراقية وعدم الاستقرار في ضياع بوصلة المجتمع في علاقاته وعدم وقوفه على أرضية صلبة في التعامل مع الآخر
وتأخذ العشيرة في المقابل دورًا كبيرًا في التحكم بالعلاقات وتحديد مصيرها، كما تشجع العشيرة ذاتها على الزواج المبكر وزواج القاصرات، الأمر الذي يزداد بسببه ولأسباب أخرى حالات الطلاق التي وصلت إلى أعداد كارثية في الـ15 عامًا الأخيرة بالعراق.
اقرأ/ي أيضًا: