07-فبراير-2019

ناشطون يتناقلون الصورة للتعبير عن معاناة رهف (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

نائمة في مستشفى الصدر العام مثل نبتة ظامئة، مصفرة الملامح، لم يبلغ عمرها العشر سنوات حتى تذوقت آلام الضرب والتعنيف، دخلت المستشفى في بغداد، وآثار الكدمات الزرقاء بادية على جسدها النحيل، نائمة على السرير والكدمات في وجهها وآثار التعذيب والصعقات الكهربائية والحرق على جسدها تأكل بها مثل أغصان جافة تحترق، إنها الطفلة رهف نصير شكر الطفلة التي دخلت المستشفى بغيبوبة لم تفق منها حتى الآن.

بعد أن رأوا آثار التعذيب على جسدها لم يصدق الأطباء أن حرارة الطفلة رهف مرتفعة.. زوجة أبيها قامت بتعذيبها! 

وزارة الداخلية قالت على لسان الناطق باسمها ومسؤول مديرية العنف الأسري، إن زوجة أبيها جاءت بها إلى المستشفى في 6 شباط/ فبراير، بداعي ارتفاع درجة حرارتها، لكن لم يمض وقت كثير حتى رأى العاملون في المستشفى آثار التعذيب على جسد الطفلة رهف التي تعرضت إلى الصعق الكهربائي، مشيرة إلى أنها تتابع جميع الحالات الموجودة في الشارع، وتحركت بشكل سريع حول حالة الطفلة، واكتشفت أن زوجة أبيها من قامت بتعذيبها، مؤكدةً أن "المتهمة تم توقيفها من قبل القاضي المختص لغرض اتخاذ الإجراءات القانونية بحقها".

فيما علّقت المفوضية العليا لحقوق الإنسان، قائلة إنها تتابع حالة الطفلة رهف نصير شكر، الراقدة في مستشفى الشهيد الصدر العام.

بيّنت المفوضية في بيان تلقى "ألترا عراق" نسخة منه، أنها "شكّلت فريق من قسم الرصد، من "ملفي الطفل والعدالة الجنائية"، لغرض متابعة الحالة والاطلاع على حالتها الصحية السيئة نتيجة ما تعرضت إليه من عنف جسدي".

اقرأ/ي أيضًا: العراق.. أطفال في مهن القسوة والعنف

المفوضية طالبت "وزارة الداخلية /مديرية حماية الأسرة والطفل والقضاء العراقي باتخاذ الإجراءات القانونية بحق من تثبت إدانته وإحالتهم إلى المحاكم المختصة، مناشدة مجلس النواب العراقي أيضًا بأهمية الإسراع بتشريع قانون حماية الطفل بالعراق وضمان حقوقهم المشروعة". 

بهذا الصدد، اعتبرت القيادية في الاتحاد الوطني الكردستاني، ريزان شيخ دلير، أن إرادة الكتل السياسية وصفقاتها وانشغالها بالمكاسب تحول دون وضع حقوق الأطفال على طاولة النقاش وصنع مستقبل مشرق لهم، مطالبة بتدويل قضية التعنيف ضد الأطفال في العراق.

قالت شيخ دلير ببيان صدر في 7 شباط/ فبراير الجاري، وتلقى "ألترا عراق"، نسخة منه، إن "تلك الممارسات التي لا تمت للإنسانية بصلة تمر دائمًا مرور الكرام من دون وجود أي رادع من قبل السلطات التنفيذية والجهات المعنية في العراق"، مؤكدةً على ضرورة "إنزال أقسى العقوبات بحق معنفي الأطفال ليكون رادعًا لهم في المستقبل".

الطفلة رهف في المستشفى (فيسبوك)

أشارت شيخ دلير إلى أن "تعنيف الأطفال وصل إلى حد خطير لا يمكن السكوت عنه، وآخر ضحاياه الطفلة "رهف" التي يبلغ عمرها 6 أعوام والتي تعرضت للصعق الكهربائي وحرق أجزاء من جسدها ووضعها الصحي الحالي يرثى له، متسائلة عن "الذنب الذي اقترفته لتعنف بهكذا طريقة وحشية؟".

انشغال الكتل السياسية بصفقاتها ومكاسبها ومناصبها في العراق يحول دون الاهتمام بالأطفال وبناء مستقبل مشرق لهم

بيّنت دلير، أن "العراق لم يصل إلى حلول لغاية الآن بخصوص الأطفال مجهولي النسب من ضحايا داعش"، لافتة إلى أن "الجهات المعنية يجب أن تهتم أكثر بهذا الموضوع الخطير كونه يشكل قنبلة موقوته في المستقبل".

آثار التعذيب على جسد الطفلة رهف (فيسبوك)

فيما أوضحت أن "القانون احتوى على الكثير من الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والصحية والأُسرية والعمل للطفل، والتي تضمن له العيش الرغيد والكريم في بلده، إلّا أن إرادة الكتل السياسية وانشغالها بالمكاسب والامتيازات والصفقات التي لا يمكن تركها لمدة 4 سنوات حالت من دون وضعه على طاولة النقاش وصنع مستقبل مشرق لأطفال البلد".

لا تزال الطفلة رهف في العناية المركزة وحالتها الصحية حرجة جدًا

في هذه الأثناء، أكدت وزارة الصحة، ببيان أصدرته في 7 شباط/ فبراير الجاري، وتلقى "ألترا عراق"، نسخة منه، أن الطفلة رهف التي تعرضت لتعنيف خطير، ما زالت في العناية المركزة في مستشفى الصدر ببغداد، لافتة إلى أن حالتها الصحية حرجة للغاية.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

أطفال العراق.. ثمن خلافات الساسة

أرامل العراق.. أرقام عالية ومعاناة مضاعفة