بعد سنوات من العزلة والإهمال، سبقها إغلاق إجباري إبان الانتفاضة الشعبانية عام 1991، عادت الحياة إلى متحف الناصرية وسط محافظة ذي قار، ثاني أكبر متاحف البلاد مساحة بعد المتحف الوطني في العاصمة بغداد.
يعد متحف الناصرية ثاني أهم وأكبر متاحف البلاد بعد المتحف الوطني في بغداد، شيد عام 1969
يعود تاريخ افتتاحه أول مرة إلى عام 1969، بعد بنائه من قبل شركة "كلبايكيان" البرتغالية، التي بنت ملعب الشعب الدولي أيضًا. يحوي المتحف الآن مئات القطع الأثرية النفيسة، بينها تماثيل وجرار وأختام اسطوانية وأدوات نحاسية وأخرى حجرية، تعود إلى الحضارات السومرية والبابلية والآشورية والفرثية وأخيرًا الإسلامية، بحسب مدير المتحف الآثاري، عامر عبد الرزاق.
اقرأ/ي أيضًا: نوتردام والثور المجنح.. لماذا سكت العالم عن "اغتصاب بلاد الرافدين"؟
من عصور ماقبل التاريخ إلى العصر الإسلامي
اُغلق متحف الناصرية الحضاري بعد أحداث الإنتفاضة الشعبانية عام 1991، في محاولة لمعاقبة أهالي ذي قار والتضييق عليهم، وبعد عقود تمت إعادة افتتاحه عام 2015.
يبين مدير المتحف، أنه يعرض الآن حوالي 700 قطعة أثرية، ويقسم إلى طابقين، المشغول منها الآن الطابق الأول فقط، الذي يُقسم بدوره إلى سبعة قاعات بحسب الأدوار الحضارية لبلاد وادي الرافدين، وهي على النحو التالي:
قاعة عصور ماقبل التاريخ
القاعة السومرية الأولى
القاعة السومرية الثانية
القاعة البابلية
القاعة الآشورية
القاعة الحضرية
القاعة الإسلامية
أغلق المتحف بعد الانتفاضة الشعبانية عام 1991 وتعرض إلى الإهمال على مدى أكثر من عقد بعد الاحتلال الأمريكي
يعج الآن متحف الناصرية الحضاري بالحياة والحركة والجمال، وترتاده مختلف فئات المجتمع من الشباب والتلاميذ الذي تنظم لهم المدارس سفرات لزيارته، ليصبح محط جذب للعوائل الذيقارية، الذي يفضلون زيارته خلال فصلي الشتاء والربيع، مسجلًا أكثر من ألف زائر سنويًا.
صياد من أرض الرافدين.. وأول عجلة في التاريخ
يقول عامر عبد الرزاق، إن "لدى وزارة الثقافة والسياحة والآثار خطة لتأهيل الطابق الثاني للمتحف، فضلًا عن جلب الكثير من القطع الأثرية من المتحف الوطني في بغداد".
وكان مدير شرطة حماية الآثار في محافظة ذي قار، العقيد فؤاد كريم، قد أعلن، الأحد 20 كانون الثاني/يناير 2019، تسليم 69 قطعة أثرية مختلفة الأحجام والأشكال إلى إدارة متحف الناصرية الحضاري، كانت معدة للتهريب، قبل أن يتم ضبطها عند الحدود الفاصلة بين محافظتي ذي قار والمثنى بالتعاون مع أحد المواطنين.
اقرأ/ي أيضًا: آثار العراق بين "سقوطين".. إهمال الحكومة شاهد ثالث!
قال كريم في تصريحات صحافية، إن "القطع الأثرية تضمنت أواني فخارية ولوحات واختام اسطوانية وجرار تعود إلى عصور تاريخية مختلفة".
من جانبهم، يطمح نشطاء من محافظة ذي قار، إلى جلب "أسد أريدو" الذي يرجع تاريخه إلى 3500 ق.م، والمعروض بالمتحف الوطني إلى متحف الناصرية، المدينة التي عُثر عليه فيها أول مرة.
من بين معروضات المتحف، هيكل عظمي لصياد من أرض الرافدين مع كلبه، يعود تاريخه إلى عصر العبيد (5800 ــ 4000 ق.م) معروض بالشكل الذي وجد فيه، مع مجموعة من الأدوات الفخارية، وهي عبارة عن جرار وصحون مزينة ملونة بالأبيض والأسود، عثر عليها في موقع أريدو.
يعرض المتحف أيضًا مجموعة من الأسطوانات المسمارية التي توثق عمل الملوك وانجازاتهم، إضافة إلى واحدة من أقدم العجلات في تاريخ العالم، وتماثيل ملوك وعمال ترجع لعصور ما قبل التاريخ، وقطع أخرى.
يعج المتحف اليوم بالحياة ويزوره سنويًا أكثر من ألف شخص لمشاهدة آثار يعود بعضها إلى 5800 سنة قبل الميلاد، فيما يطالب نشطاء بإعادة بعض الآثار المعروضة في بغداد إليه
يأخذكم "الترا عراق" في هذه الجولة المصورة داخل المتحف:
اقرأ/ي أيضًا: