28-أغسطس-2023
شهلة محمد

يدعم والد وزوج شهلة عملها في أربيل (ألترا عراق)

تصحو مع شروق الشمس، تجهزّ سيارتها وتنطلق للعمل، تتلقى يوميًا عشرات الاتصالات، من سيدات فضلّن الذهاب إلى أعمالهن معها، لتكون "شهلة محمد صدّيق" أول سائقة سيارة أجرة في أربيل.

حصلت "شهلة محمد" على إجازة قيادة عامة لأول مرة تحصل عليها امرأة في أربيل

حصلت "شهلة محمد" على إجازة القيادة العامة، منذ نحو شهر تقريبًا، بعد أن قررت العمل كسائقة تاكسي، متحدية بذلك القيود التي يفرضها المجتمع على النساء، ولتكسر الصورة النمطية عن عملهن، ولتكون حسب مدير عام مرور أربيل، العقيد فاضل حاجي، أول "سيدة تحصل على إجازة قيادة عامة في أربيل".

تقول شهلة لـ"ألترا عراق"، إنني "أحببت القيادة منذ كنت صغيرة، وتعلّمتها في طفولتي، وبعد زواجي، دعمني زوجي للحصول على إجازة القيادة العامة، مضيفةً: "بدأتُ العمل،لأنني أؤمن أن المرأة قادرة على العطاء كالرجل". 

وما يميّز عمل "شهلة" عن سائقي سيارات الأجرة الرجال، أنها تقوم بتوصيل النساء فقط، إذ أنها ترى أن "النساء لطالما احتجن إلى سائقة سيارة أجرة، يشعرن بالراحة معها، ويثقن بها، لذلك قررت خوض هذه التجربة".

وتروي "شهلة" قصتها بالقول: "تعرّفت على كافة أجزاء السيارة، وأجريت دورات في صيانة السيارات، وأيضًا دورات طبيّة في الإسعافات الأولية للحالات الطارئة، أحب هذه المهنة وفي الوقت ذاته توفر مردود مادي شهري لعائلتي". 

شهلة

وعن عملها، تقول "شهلة": "في البداية بدأتُ بإيصال صديقاتي وجاراتي، كن يتصلن بي لإيصالهن، ثم ازدات الاتصالات الهاتفية، لأن صديقاتي قمن بتوزيع رقمي الهاتفي على كل السيدات اللواتي يحتجن إلى سائقة سيارة أجرة، لم استخدم مواقع التواصل الاجتماعي أو الإنترنت، بل اعتمدت على معارفي فقط". 

وتحفظ شهلة كل شوارع وأحياء أربيل، تقود سيارتها بإتقان، وتلتزم بالإرشادات العامة، تقول لـ"ألترا العراق"، إنّ "القيادة تعبّر عن التربية والأخلاق، لأننا نحمل أرواح الناس بين يدينا، علينا الالتزام بإشارادت المرور، والقيادة بهدوء ورويّة، هذا ما أؤمن به حقًا". 

يدعم "محمد صدّيق" والد شهلة عملها، ويرى أنه في العمل لا فرق بين الرجال والنساء، قائلًا لـ"ألترا عراق"، إنني "دعمت قرار ابنتي منذ اللحظة الأولى، شجعتها على العمل، وعدم التزام البيت، فكما هي تحتاج للعمل أيضًا خارج المنزل يوجد عشرات السيدات اللواتي يحتجن سائقة تاكسي يوثقن بها". 

ويعمل "آزاد محمد"، زوج شهلة في مخبز قريب من المنزل، يتشارك مع زوجته في تأمين لقمة العيش لأولادهما الثلاثة، يقول: "أخبرتني زوجتي منذ نحو شهرين أنها ترغب بالعمل كسائقة تاكسي، لم يكن لدي أي مانع، لأنني أثق بها، لذلك ذهبت معها إلى دائرة مرور أربيل، لتحصل على شهادة قيادة عامة". 

ورغم الانتقادات "السلبية" التي سمعها آزاد عن عمل زوجته في مهنة القيادة، إلا أنّ ذلك لم يغيّر من رأيه، يقول لـ"ألترا العراق": "عندما بدأت زوجتي العمل، وصلتني بعض الانتقادات، المتعلّقة بكونها امرأة تعمل في مهنة للرجال، لكنني أجبتهم أنه لا يوجد مهنة للرجال ومهنة للنساء، فكل إنسان يعمل ما يحب، وهذا ليس خطأ، طالما أنه لا يسيء لغيره". 

سائقة

شهلة محمد الصدّيق، السيدة التي أكملت 33 عامًا من عمرها، لم تلوي عزيمتها ما اسمتها بـ"تعليقات المجتمع"، بل استمرت في العمل والعطاء، لتؤكد أن مهنة القيادة لم تعد حكرًا على الرجال، حيث تختم قصتها بالقول: "ينبع النجاح من محبّة العمل الذي نؤديه كل صباح، لهذا أثق بنفسي، أحياء أربيل وشوارعها كبيرة، تتسع لي و لغيري من سيارات الأجرة التي يقودها الرجال".