ألترا عراق ـ فريق التحرير
توفي الشاعر العراقي المعروف، سعدي يوسف، عن 87 عامًا بعد صراع مع المرض.
يعد سعدي يوسف أحد كبار الشعراء في العالم العربي خلال العقود الخمس الماضية
ونعى عدد من المثقفين والشعراء على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي وفاة الشاعر العراقي الذي كان يرقد بأحد المستشفيات في لندن منذ الرابع من نيسان/أبريل الماضي متأثرًا بمضاعفات سرطان الرئة.
اقرأ/ي أيضًا: رغبة الثقافة بالاهتمام بسعدي يوسف تفجّر جدلية "الفصل بين نتاج الأديب ومواقفه"
ويعد سعدي يوسف أحد كبار الشعراء في العالم العربي خلال العقود الخمس الماضية وأحد أبرز الأصوات الشعرية في عالم الشعر من حيث التجربة الشعرية وغزارة الإنتاج.
وينتمي سعدي يوسف إلى موجة الشعراء العراقيين التي برزت في أواسط القرن الماضي، وجاءت مباشرة بعد جيل رواد ما عرف بالشعر الحر أو التفعيلة، الذي أطلق على رواد تحديث القصيدة العربية من أمثال نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وبلند الحيدري وعبد الوهاب البياتي، وقد أطلق البعض على هذا الجيل اسم "الجيل الضائع"، فقد عايش بعضهم جيل الرواد لكن منجزهم الحقيقي جاء في الخمسينيات، وضم هذا الجيل إلى جانب سعدي يوسف، الشعراء محمود البريكان ومظفر النواب وآخرين.
وكتب الناقد خالد مطاوع في 11 نيسان/أبريل 2021 حينما كان سعدي يوسف لا يزال يقاوم ويصارع مرض السرطان في أحد مستشتفيات العاصمة البريطانية لندن: "سعدي يُعد من أعظم الشعراء المعاصرين الذين كتبوا بالعربية، وهو إلى جانب أدونيس ومحمود درويش، يعد أحد عمالقة الشعر العربي في النصف الثاني من القرن العشرين".
وولد يوسف في أبي الخصيب، في البصرة عام 1934، أكمل دراسته الثانوية في البصرة، وتخرج في دار المعلمين العالية ببغداد 1954 "ليسانس شرف في آداب العربية"، عمل في التدريس والصحافة الثقافية، وغادر العراق في السبعينات وحاليًا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر، منها جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقًا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة "كافافي" من الجمعية الهلينية، وفي عام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلف أجنبي، وفي عام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال الكندية.
وتعرض سعدي يوسف مثل كثير من الكتاب والشعراء العراقيين للسجن بسبب مواقفه السياسية واضطر إلى الهجرة من بلده ليعيش في المنافي والغربة، ودفع الشاعر ثمنًا باهظًا بسبب أفكاره وانتمائه اليساري، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، صار يساريًا على طريقته الخاصة، وبات يصف نفسه "الشيوعي الأخير" بحسب عنوان آخر دواوينه، وبشكل خاص بعد اختلافه مع حزبه في الموقف من غزو العراق والتحولات السياسية التي أعقبته.
وفي نيسان/أبريل الماضي، تراجع وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي، حسن ناظم، عن طلب قدمه إلى وزارة الخارجية، لرعاية الشاعر سعدي يوسف، المقيم في لندن، بعد تعرضه لموجة من الانتقادات من فصائل مسلحة في العراق.
اقرأ/ي أيضًا:
بعد رفض سائرون و"كتلة العصائب".. وزير الثقافة يعتذر عن طلب رعاية سعدي يوسف