12-مايو-2021

يدخل مليارات الدولارات بلا رأس مال (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

من الجانب الغربي لأراضيه، دخل العراق مضمارًا جديدًا في القطاع الزراعي بمحاولات أولية لزراعة صنف جديد على أراضيه، وهو الفستق الحلبي أو ما يسمى بـ"الذهب الأخضر" وذلك بفعل المردود المالي المرتفع الذي يوفره هذا المنتج.

"الذهب الأخضر" شاهد على واحدة من أبرز الحروب غير العسكرية بين إيران وأمريكا

في عام 2020، كان أول إعلان على نجاح زراعة الفستق الحلبي في العراق انطلق من محافظة الأنبار بعد نجاح آلاف الأشجار لأحد المزارعين من الصمود لفترة طويلة دون سقي بفعل العمليات العسكرية في محافظة الأنبار، قبل أن تعلن وزارة الزراعة رسميًا قبل أيام نجاح مبادرة رسمية للوزارة لزراعة وإكثار الفستق الحلبي في محطتي سد الموصل والقائم غربي محافظة الأنبار.

اقرأ/ي أيضًا: السلالة الهندية تتلاعب بمصير نحو 1.5 مليار دولار من إيرادات العراق شهريًا

وذكرت الوزارة في بيان تلقى "ألترا عراق" نسخة منه، أنه "بناءً على توجيهات الوزير محمد الخفاجي نجحت زراعة وإكثار الفستق الحلبي في محطتي سد الموصل والقائم، من خلال الاهتمام بنشر وزراعة المحاصيل ذات المردود الاقتصادي والقيمة الغذائية العالية والتي ممكن أن تلائم الظروف البيئية العراقية من حيث تحمل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة". 

وأضاف البيان، أن "هذه الشجرة تمتاز بأنها ذات مردود مالي عالي بحكم ارتفاع سعر ثمارها وبإنتاجية عالية على المدى البعيد بحكم عمرها الطويل، لتساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول وترفد السوق المحلية بالفستق العالي الجودة".

"الذهب الأخضر"، شاهد على واحدة من أبرز الحروب غير العسكرية بين إيران وأمريكا، حيث كانت إيران تمثل المصدر الرئيس والأول للفستق في العالم، وتقارب إيراداتها من صادرات الفستق اكثر من مليار ونصف المليار دولار سنويًا، قبل أن تتمكن أمريكا من إزاحة إيران من الصدارة في عام 2008، فيما تعود هذه الحرب التي سُميت بـ"حرب الفستق" إلى أواخر عام 1970، عندما حظرت أمريكا استيراد الفستق الإيراني قبل أن تتمكن من دخول مضمار المنافسة بزراعة الفستق الحلبي بنفسها وذلك عبر "بذور مسروقة من إيران"، في مفارقة غريبة، وحتى الآن يشكل إنتاج إيران وأمريكا من الفستق الحلبي نسبة 72% من الإجمالي العالمي.

وحول الجدوى الاقتصادية، يشير المزارع الأنباري أمين الجغيفي الذي ينوي تكرار تجربة زراعة الفستق الحلبي في إحدى أراضي مدينة حديثة، إلى أن "أشجار الفستق تتمتع بعمر طويل وقادرة على تحمل العطش والجفاف".

ويبيّن أن "الشجرة الواحدة من أشجار الفستق الحلبي تنتج نحو  10 كيلو غرام، فيما يصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى 12 دولارًا".

وبحسب الجغيفي، فإن "الدونم الواحد من الممكن أن تتم به زراعة 50 شجرة، ما يعني أن الدونم الواحد يوفر نحو 6 آلاف دولار، ما يعني أن زراعة ألف شجرة يدخل نحو 120 ألف دولار، ما يعتبر مشروعًا ناجحًا".

هل يصبح العراق جزءًا من الإنتاج العالمي؟

يقول رئيس الجمعيات الفلاحية حيدر العبادي في حديث لـ"ألترا عراق"، إن "الجمعيات الفلاحية تسعى وتشجع عمليات التنويع الزراعي باعتبار أن أغلب فلاحينا اليوم يقدمون على زراعة المحاصيل الاستراتيجية المعتادة وقد تكون أرباحها وعوائدها أقل قيمة من باقي المزروعات التي لم يخوضوا تجربتها"، مبينًا أن "العراق يخوض اليوم هذه التجربة وحرصيون على التنويع الزراعي خصوصًا وأن العراق اليوم يواجه شحة مياه كبيرة في الوقت الذي يستطيع هذا النوع من الأشجار العيش ومقاومة الجفاف وقلة المياه".

وحول ما يحتاجه العراق ليكون واحدًا من الدول المنتجة للفستق الحلبي في العالم، يشير العبادي إلى "ضرورة الدور الذي تلعبه مديرية الإرشاد الزراعي في وزارة الزراعة لتوعية الفلاحين فضلًا عن كون هذا الأمر من مسؤولية الجميعات الفلاحية أيضًا لتوعية الفلاحين تجاه زراعة محصول الفستق الحلبي كونه محصول مختلف وأغلب فلاحينا لا يمتلكون الخبرة في زراعته"، مبينًا أنه "في حال بدأنا بزراعة مساحات صغيرة من هذا المحصول في كل محافظة ستتوسع المساحات بشكل كبير فيما بعد ويتوقع أن يصبح العراق جزءًا من الانتاج العالمي للفستق الحلبي خصوصًا وأنه يتمتع بأجواء مناسبة ويحتاجها هذا النوع من المزروعات لينمو والمتمثل بدرجات الحرارة المرتفعة".

أسعار ثمار الفستق الحلبي جيدة جدًا إذا ما قورنت بباقي المحاصيل

ويضيف العبادي بما يتعلّق بالجدوى الاقتصادية لهذا المحصول، أن "أسعار ثمار الفستق الحلبي جيدة جدًا إذا ما قورنت بباقي المحاصيل، فضلًا عن كونه لا يحتاج إلى رعاية كبيرة ومكلفة كما في المحاصيل الأخرى".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

في 3 محافظات.. النايف يعلن النجاح بزراعة محصول "العصفر"

الزراعة تعلن الاكتفاء الذاتي من خمسة محاصيل