I
تعوّدُنا الحلبات أن نكسو ما يسطع من حيائنا ببراميل ترفل بالغرق.
II
جذلة، تقتنصُ المجانين وسط أكشاك السواتر الأمامية للقتال، هكذا يعودنا خطُّ النار أن نلبدَ في ظل السماء، ونغرف من هذيان الأرض.
III
ثمة طلقة تجري خلفي كلما انحنيت لأجمع أشلائي، الرصاصات دبابيس الجسد.
IV
الفقاعات التي تخرجُ مع الدم
غرضها جلد الواقع بغزارة.
V
تُعزّيني النائحاتُ، تقصُ لي إحداهن جداولًا من المواعيد، يدعن الأخرى لأصوات القذائف المبتلعة لمساءٍ رمادي مدلهم ينجرف نحو القتل، تفرقع آلامي وسط زيوتٍ تنزفُ آدميتها.
VI
إشششششش... الطائراتُ غائصةٌ بين غيومٍ
تنتفضُ على الأمطار.
VII
خانعة تلك المزاريب لذبول الشوارع
لتصفيفةِ الهواءِ الرّابضِ في الأفران.
VIII
قطيع
مخالب يأس تبتاعُ أزقتها، الرفسةُ التي نتلقّاها يوميًا أحد أسبابها الصمت.
الأغبياء وحدهم تنهشُ في أبدانهم جفونٌ اسْتكانَة إلى التشتت.
الأغبياء وحدهم من يسرون على ضفتين تفحُّ بالمساهمين في ضعضعة التماثيل.
IX
تقصفُنا طائراتهم
نهرول خلف مدرعاتهم من أجل علكة،
خذ هذا الدولار وارفع رفات أخيك.
X
بالضمادات بالشاشِ بالضفائر المنسدلة تكون البرّادت حبلى بالحطام.
XI
في مطبخ الحرب:
1. الطاهي يتفرج على المندسين وينثر البنزين على أقدامنا لنتوهج أكثر.
2. المدعو يشيلُ الفؤوس ويهمسُ بالغش تعيش البيادق.
3. الطاحونة التي في رأسي تواصل توازنها لتهزَّ الفضاءات.
4. الإطفائيات ترشُ خاصرتها أمام المحتشدين بعماءِ الأيديولوجيا.
5. لي شامتان أضعهما في جسدي ما أن تتكور الرؤيا.
6. المصائب تدعونا إلى مأدبتها فنهرعُ مستسلمين للنبش.
7. يرتعش صوت المدفع لأنه يواصل إطلاقاته في الاتجاه الذي يتمسمر به ظلّي.
XII
إشاعة
كل القنابل التي سقطت في دارنا محضُ إشاعة
كل سوادٍ تفسخ على جسدي
كل حطام خاطه ناظوركِ بأظافرٍ مقلوعة
كل نشيج ارتشفته عيناي ضمادٌ للترمل
كل الشروط المتعلقة بكسر ذراعي
كل الأمهات اللائي ندبن ويندبن وسيندبن محضُ إشاعة
كل المحتطبين في مراحلهم الأولية يهيلون الدوار على رأسي الشهواني
كل الوفيات والولادات والمرميات عيونهم على الأرصفة محضُ...
كل الميّتين من الأطفال محضُ أشعة.
- من مجموعة "الحرب دموعها خشنة" الصادرة حديثًا عن (الانتشار العربي، بيروت 2017). المجموعة هي الثانية للشاعر بعد "مملكة العظام".
اقرأ/ي أيضًا: