ألترا عراق ـ فريق التحرير
مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة مبكرًا، يتحدّث وزير الكهرباء وكالةً عادل كريم بتفاؤل عن واقع الكهرباء في الصيف الذي يقف على الأبواب، في تصريحات رآها مراقبون مناقضة بشكل كبير للوقائع والمعطيات.
التصريحات المبشرة بتجهيز أفضل للكهرباء "ولدت ميتة"، حيث ارتبطت بشرط توفر الوقود الذي هو بالأساس غير متوفر وتراجع بشكل كبير من الجانب الإيراني
كريم قال في تصريحات تابعها "ألترا عراق"، إنّ "تجهيز الوزارة للطاقة الكهربائية في الصيف المقبل سيكون أفضل من سابقه"، مشيرًا إلى أن "العمل مستمر في وزارة الكهرباء استعدادا لفصل الصيف".
اقرأ/ي أيضًا:
وأكد أنه "ستكون لدينا زيادة بإنتاج الطاقة الكهربائية في موسم الصيف، وتجهيز الكهرباء هذا الصيف سيكون أفضل شرط توفر وقود المحطات"، لافتًا إلى "حاجة العراق الحالية للكهرباء مقدارها 35 ألف ميغاواط وهي تزداد سنويًا بمقدار 1500 ميغاواط".
ومن الشرط الذي وضعه كريم، يرى خبراء في الاقتصاد أن التصريحات المبشرة بتجهيز أفضل "ولدت ميتة"، حيث ارتبطت بشرط توفر الوقود، الذي هو بالأساس غير متوفر وتراجع بشكل كبير من الجانب الإيراني.
ووصل إنتاج العراق الصيف الماضي إلى 21 ألف ميغا واط، ومع انقطاع الغاز الإيراني وتراجعه من 50 مليون إلى 8 مليون متر مكعب، فقد العراق أكثر من 6 آلاف ميغا واط من إنتاجه، لينخفض الإنتاج إلى 14 ألف ميغا واط فقط.
وعاد ضخ الغاز الإيراني إلى العراق للارتفاع قبل نحو أسبوعين ليصل 20 مليون متر مكعب يوميًا فقط، وهو ما يمثل 40% فقط من الإمداد الأصلي، ما أدى لارتفاع التجهيز لـ16 ألف ميغا واط فقط، وفي حال عودة الغاز الإيراني بالكامل لأكثر من 50 مليون متر مكعب سيعود إنتاج العراق لـ21 ألف ميغا واط وهو الرقم المسجل في الصيف السابق.
إلا أنّ وزير الكهرباء يعد بصيف "أفضل"، وذلك عبر قيام الوزارة بـ"إضافة 4 آلاف ميغاواط إلى الطاقة المنتجة هذا العام"، بحسب تصريحات الوزير الذي أكد "السعي للحصول على المال اللازم لإنجاح خططنا لتجهيز الكهرباء وقد يكون هناك فائض بالطاقة الكهربائية في عام 2026".
الغاز القطري لن يدخل إلى العراق قبل أقل من عام من الآن
ومن غير المعروف كيف سيتم إضافة 4 آلاف ميغا واط إضافية، ورفع الإنتاج إلى 25 ألف ميغا واط في ظل تراجع الغاز الإيراني، حيث أنّ إضافة 4 آلاف ميغا واط يتطلب قرابة 35 مليون متر مكعب مضافة إلى الـ50 مليون متر مكعب السابقة، أي ارتفاع الغاز الإيراني لـ85 مليون متر مكعب، وما يتوفر حاليًا ـ وفقًا لحسابات سريعة أجراها "ألترا عراق" ـ هو فقط 20 مليون متر مكعب، أي أن العراق يحتاج لارتفاع الغاز الإيراني الحالي أكثر من 400% ليتحقق ما يتحدث عنه وزير الكهرباء ووعوده بـ"صيف أفضل".
اقرأ/ي أيضًا:
ومؤخرًا، أعلن وزير لكهرباء وكالة عادل كريم إكمال الإجراءات الفنية للربط الكهربائي مع تركيا، إلا أنّ ما سيتم تزويده من تركيا إلى العراق يبلغ 500 ميغا واط فقط، وهو يمثل 12% فقط من الطاقة التي تعد وزارة الكهرباء إضافتها إلى المنظومة الوطنية خلال الصيف المقبل.
ومن جانب آخر، فإنّ الغاز القطري لن يدخل إلى العراق قبل أقل من عام من الآن، فيما ستكون الكمية الأولية التي سيتم ضخها 1.5 مليون طن فقط، وهي تمثل قرابة 4.3 مليون متر مكعب فقط، أي أقل من 10% من كمية الغاز التي يستوردها العراق من إيران.
اقرأ/ي أيضًا: