الترا عراق - فريق التحرير
نفى "حشد المرجعية"، علمه بتنصيب رئيس للأركان في هيئة الحشد الشعبي خلفًا لأبو مهدي المهندس الذي قتل بضربة جوية أمريكية مطلع كانون الثاني/يناير الماضي.
نفت الفصائل المسلحة التابعة للمرجع السيستاني علمها بتكليف أية شخصية في منصب نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي
وذكر بيان للفصائل المسلحة التابعة للعتبات الدينية والتي تشرف عليها المرجعية الدينية العليا، يوم السبت 22 شباط/فبراير، إن "حشد المرجعية الدينية ليس له علم بتنصيب أي شخصية لمنصب نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، الآن".
اقرأ/ي أيضًا: كيف تُهرب مخصصات الحشد الشعبي إلى إيران؟
وأضاف البيان، أن "ذلك يحتاج إلى سياقات قانونية غير متوفرة الآن في ظل حكومتين إحداهما تصريف أعمال والأخرى لم يكتمل تكليفها"، موضحًا أن "القوات المشكلة من قبل العتبات قدمت رؤيتها حول المنصب لرئيس الهيئة وتنتظر الإجابة عليها بشكل رسمي".
ووقعت أربعة فصائل على البيان، هي كل من فرقة العباس القتالية، لواء علي الأكبر، لواء أنصار المرجعية، وفرقة الإمام علي القتالية.
وقال نائب معاون رئيس الهيئة أبو علي البصري في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية، يوم الخميس 20 شباط/فبراير، إن "هيئة الحشد الشعبي عقدت اجتماعًا واتفقت من خلاله على تعيين القيادي في الحشد عبد العزيز (أبو فدك) بمنصب رئيس الأركان خلفا لأبو مهدي المهندس".
وأضاف البصري، أن "القائد العام للقوات المسلحة سيوقع الأمر الديواني بتعيينه خلال اليومين المقبلين، وفق تبليغ رسمي ورد إلى هيئة الحشد الشعبي".
معلومات جديدة..
ويقول الخبير الأمني هشام الهاشمي، إن "أبو فدك" هو: عبد العزيز المحمداوي، ويلقب بالخال، ولديه صحبة طويلة مع الفريق سليماني، وقد عمل تنظيميًا مع منظمة بدر عام 1983، وكلف بمهام الاستخبارات للمنظمة كمساعد لهادي العامري، مبينًا أن "الخال" رفض عام 2004 التخلي عن السلاح، و"شكل مجاميع خاصة لمقاومة القوات الأمريكية مرتبطة ماليًا بمنظمة بدر"
يلقب المحمداوي بـ"الخال" وقد رفض التخلي عن السلاح بعد سقوط النظام السابق وارتبط اسمه بملف اختطاف الصيادين القطريين
ويضيف، أن "المحمداوي عاد عام 2006 عاد للعمل مع المهندس وارتبطت مجاميعه مع مكتب الفريق سليماني وشكل تنظيم كتائب حزب الله بمباركة عماد مغنية وسليماني والمهندس"، مشيرًا إلى أن "التنظيم كان مجموعات خاصة عالية التدريب والتجهيز مهمتها قتال القوات الأمريكية"، فيما أوضح أن اسم المحمداوي عاد إلى الواجهة في عام 2015 مع حادثة إحتطاف الصيادين القطريين، "التي سببت له مشاكل مع أصدقائه السابقين".
لجنة بإشراف الثوري!
وتشير معلومات من مصادر مطلعة، إلى أن الاتفاق على تعيين "أبو فدك" جرى من خلال لجنة ضمت 6 شخصيات حشدية إلى جانب الأخير، وتحت إشراف مباشر من الحرس الثوري الإيراني.
اقرأ/ي أيضًا: القصة الكاملة لاغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في بغداد
تقول المصادر، إن "اللجنة ضمت: أبو فدك، أبو علي البصري، أبو منتظر الحسيني، أبو إيمان الباهلي، أبو آلاء الولائي، ليث الخزعلي، وأحمد الأسدي"، مشيرة إلى أن "اللجنة إختارت أبو فدك وريثًا للمهندس، بعدما نال ثقة المرشد الإيرني الأعلى الخامنئي، عبر حسن دنائي مسؤول الجديد عن الملف العراقي".
من هو أبو فدك "الخال"؟
وعلى طريقة أبو مهدي المهندس، حرص "أبو فدك" على عدم الظهور الإعلامي، مع اختيار عدة أسماء حركية لضمان أكبر قدر من السرية والغموض لتحركاته وارتباطاته.
يقول عنصر سابق في الحشد قاتل تحت قيادة "أبو فدك"، إن اسمه الحقيقي هو عبد العزيز المحمداوي، وهو أحد أبرز قيادات كتائب حزب الله في العراق، وكان يستخدم كنية "أبو حميد" خلال قيادته عمليات الكتائب في جرف الصخر.
تشير المعلومات المتوفرة إلى أن "أبو فدك" هو عبد العزيز المحمداوي وهو قيادي بارز في كتائب حزب الله مقرب من قاسم سليماني
ويضيف بشرط عدم كشف اسمه، أن "(أبو حميد) كان أول من يستقبل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، خلال تلك المعارك، في مقر إقامته في جرف الصخر"، موضحًا أن "المقر كان ضخمًا جدًا وكان يطل على سجن خاص بكتائب حزب الله، تجري التحقيقات فيه مع المعتقلين بإشراف المحمداوي شخصيًا".
كما بين، أن "المحمداوي انتقل بعد تحرير جرف الصخر إلى صلاح الدين، وتحديدًا إلى قضاء بيجي، وقد استقر في منطقة المزرعة وقاد عمليات الكتائب من هناك"، لافتًا إلى أن "رئيس أركان الحشد الشعبي الجديد، مقرب جدًا من حركة عصائب أهل الحق، على العكس تمامًا من الفصيلين التابعين للعتبتين الحسينية والعباسية (لواء علي الأكبر – فرقة العباس القتالية)، حيث تسود أجواء من التوتر".
ويروي المقاتل، حادثة وقعت بين "الخال" ولواء علي الأكبر كادت أن تتطور إلى نزاع مسلح، لولا تدخل ممثل المرجع الأعلى عبد المهدي الكربلائي حينها، مؤكدًا أن "النزاع اندلع بسبب أسلحة تعود لتنظيم داعش استولى عليها لواء العتبة الحسينية، لكن المحمداوي أصر على استلام السلاح".
اقرأ/ي أيضًا: الصدر "يرث" سليماني والمهندس.. هل تتسع العباءة لـ "الميليشيات" والتحرير؟!
بدورها، تقول مصادر في الحشد الشعبي، إن "أبو فدك كان مسؤول كتائب حزب الله، لكنه ترك قيادة الفصيل المسلح بعد خلافات حول ملف الصيادين القطريين الذين اختطفوا في كانون الأول/ديسمبر 2015، قبل أن يعود إلى صفوف الكتائب، أثناء الاحتجاجات الأخيرة، وبتوجيه مباشر من قاسم سليماني".
وتضيف المصادر، أن "أبو فدك هو الشخصية التي يطلق عليها عناصر الفصائل المسلحة لقب (الخال) والتي ارتبطت بحوادث قتل المتظاهرين واقتحام السفارة الأمريكية".
صعود كلاسيكي..
بدأ المحمدواي من صفوف منظمة بدر في إيران خلال حقبة نظام صدام حسين، شأنه شأن أبرز قادة الفصائل المسلحة الموالية لإيران.
صعد "أبو فدك" عبر منظمة بدر وارتبط لقبه (الخال) بعمليات قتل المتظاهرين وأحداث اقتحام السفارة الأمريكية
يقول أحمد الأسدي، المتحدث باسم تحالف الفتح، إن "أبو فدك هو أحد المجاهدين العاملين في فيلق بدر قبل سقوط النظام، انخرط في مقاومة الاحتلال بعد سقوط النظام ضمن صفوف كتائب حزب الله، وكان أحد القيادات العسكرية للحشد الشعبي في عمليات التحرير والحرب ضد داعش".
ويضيف، أن "أبو فدك ترك العمل في الكتائب منذ أكثر من عام وتفرغ للعمل في هيئة الحشد الشعبي"، مؤكدًا أن "أبو فدك هو أحد أركان هيئة الحشد ومن الطبيعي أن يرشح كرئيس للأركان، وهو شخصية محترمة وصاحب خلق عالي ومخلص في عمله ومحب لوطنه".
اقرأ/ي أيضًا:
راقب آخر أنفاس المهندس وسليماني.. تسجيل لترامب يكشف تفاصيل الاغتيال لحظة بلحظة