مع تسريع وتيرة الحراك لإجراء الانتخابات المحلية المقررة في تشرين الأول/أكتوبر المقبل، يتصاعد التوتر أكثر بين القوى السياسية السنية كما يبدو من أجواء تحالف "السيادة"، القطب المهيمن على مجلس النواب والسلطات في المحافظات ذات الغالبية السنية، مع صعود سطام أبو ريشة الزعيم الشاب المدعوم من فصائل مسلحة شيعية.
أبو ريشة المعارض لرئيس مجلس النواب، 27 عامًا، خلع مؤخرًا عمه أحمد أبو ريشة، أبرز حلفاء الحلبوسي، وأعلن زعامته، بدعم شخصيات عشائرية، على "مجالس الصحوة"، التشكيل العشائري المسلح الذي أشرفت واشنطن على دعمه وتسليحه في الأنبار خلال سنوات العنف الطائفي (2006 - 2007).
توعد أبو ريشة بإجبار الحلبوسي على رفع يده عن محافظة الأنبار والمحافظات الأخرى ذات الغالبية السنية
بالتزامن لا يعيش الحلبوسي أفضل أيام زعامته، حيث تتوالى الانشقاقات داخل حزبه، ويتصاعد الحديث عن قرب تفكك تحالفه مع زعيم المشروع العربي "خميس الخنجر".
ويقول أبو ريشة في حديث لـ "الترا عراق"، إنّ "الدلائل متوفرة على الانشقاقات في حزب تقدم منذ فترة طويلة، بسبب السياسة التعسفية والتفرد بالقرار ومضايقة حرية النواب ومصادرة قرارهم في أدنى الأمور"، مرجحًا "انسحاب نواب آخرين من حزب تقدم وتحالف السيادة في الأيام القريبة المقبلة، في بوادر تفكك"
أبو ريشة اتهم زعيم حزب "تقدم" محمد الحلبوسي بـ "الهيمنة والتفرد بقرار تحالف السيادة"، مؤكدًا أنّ "الخطوة المقبلة لمجلس صحوة العراق بزعامته ستتمثل بتعبئة جمهور العشائر، واستدعاء أبناء الصحوة ومقاتليها، بهدف الوقوف بوجه الطغاة والمتسلطين على مقدرات وشؤون المحافظة من حزب تقدم والسيادة، وفضح منهجهم وسلوكهم الأعوج، وسرقة أموال المحافظة لصالح أحزابهم الفاسدة".
ويشدد "زعيم الصحوات" بالقول، "سنجبرهم تحت ضغط الجماهير على رفع أيديهم عن المحافظة، وترك أمورها بيد إدارتها المختصة، وعدم التدخل نهائيًا في شؤونها"، مبينًا أنّ "الصحوة ستقف بوجه السلوك القمعي للحريات من قبل تقدم والسيادة، ومنع استخدام الأذرع الحكومية في استهداف المعارضين لهم، وتعريتهم أمام جمهور الأنبار".
الأسابيع القليلة الماضية كانت قد شهدت تصاعد الأصوات المعارضة للحلبوسي، من بينهم أبو ريشة، قبل أن يعلن نواب الانسحاب من حزب "تقدم" بزعامة الحلبوسي، بعد عاصفة سابقة وصلت حد الشتائم والاشتباك بالأيدي.
أبو ريشة قال أيضًا لـ "الترا عراق"، إنّ المحافظات السنية ومنها الأنبار "ستشهد ولادة تحالفات سياسية جديدة تحاول خلق توازن سياسي مقابل هيمنة تحالف السيادة وحزب تقدم خاصة، الذي انفرد بالمشهد السياسي طيلة السنوات القليلة التي مضت، واستغل غياب التوازن السياسي، للتحكم بالمقدرات وسرقة الأموال، وتسخرها لخدمته والعناصر المؤثرة في ادارته".
وكشف أبو ريشة، عن تحرك "لتشكيل تحالف كبير يضم عدة عناوين سياسية، من نواب ووزراء سابقين وأحزاب ذات ثقل سياسي وجماهيري، للمشاركة في الانتخابات، وتحقيق نتائج تكون بمستوى المعاناة التي خلفها حزب تقدم الاستبدادي"، على حد تعبيره.