يتساءل العديد من السائحين، خاصة العرب، عن أبرز المواقع السياحية في العراق، سواء كانت التراثية أو التاريخية، أو على صعيد الطبيعة والمناظر الخلابة الموجودة في محافظات العراق.
ويستعرض موقع "ألترا عراق"، ووفقًا للأكاديمي في مجال السياحة والآثار محمد العبيدي، أبرز 10 مواقع سياحية موجودة في عموم العراق.
أولًا: نواعير الفرات في الأنبار
يمكن مشاهدة بقايا من تلك النواعير على ضفاف نهر الفرات في عدد من المدن الأخرى التابعة لمحافظة الأنبار، منها هيت والبغدادي وراوة وعنّه القديمة والقائم، إلا أن عددها جميعًا لا يتجاوز العشرين ناعورًا.
ونظرًا لأهميتها التاريخية، دخلت نواعير مدينة حديثة في مطلع العام 2021 إلى لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، وتعد هذه المدينة الأشهر بين مدن المحافظة في احتوائها على تلك النواعير.
ثانيًا: عين التمر في كربلاء
تمتاز هذه المنطقة باحتوائها على عيون الماء النقية الصالحة للشرب، وفيها أنواع نادرة من الأسماك الصغيرة والملونة، وينابيع المياه ما زالت تتدفق من باطن الأرض منذ آلاف السنين.
وتعتبر منطقة عين التمر أحد أهم وأجمل الواحات الصحراوية، وفيها أنواع مختلفة من بساتين التمور، حيث أنّ هذه المنطقة يسكنها العديد من القبائل العربية وتوجد فيها كنيسة الأقيصر وهي من الكنائس القديمة في العراق، وما تزال آثارها باقية اليوم وكما يوجد في عين التمر بعض الآثار، منها قصر شمعون الأثري نسبة إلى شمعون اللخمي وهو راهب مسيحي، وفي الطريق إليها من كربلاء يوجد حصن الأخيضر وهو من الآثار التاريخية المشهورة.
ثالثًا: منطقة الصدور في ديالى
تشغل منشأة هذا الموقع السياحي مساحة واسعة من أرض متنوعة في تضاريسها ما بين السهلة المنبسطة من جهة والمتموجة من جهة أخرى، فضلًا عن إحاطتها بتلال حمرين التي تنحدر انحدارًا راسيًا باتجاه المسطح المائي أمام سد ديالى الثابت ليشكل مع الغطاء النباتي الكثيف المتمثل بالغابات.
رابعًا: منطقة العشار في البصرة
منطقة العشار هي المركز التجاري للبصرة، وكانت تحتوي على ميناء عثماني يقع على ضفة شط العرب وشمال صدر نهر العشار ترسو فيه الباخرة القادمة من الهند، ولم يكن جنوب نهر العشار مأهولًا حتى بدأ أحد الأشخاص من الديانة المسيحية بامتلاك الأراضي وبيعها لاحقًا، فبنيت المنطقة جنوب النهر ومنها الشارع الوطني الذي أصبح شارعًا تجاريًا مهمًا في المنطقة وسميت المنطقة بالعزيزية الآن.
خامسًا: جبل دومة في كركوك
يُعد جبل دومة من أهم معالم المنطقة، حيث يتمتع بإطلالة بانورامية رائعة، فالمنظر الجمالي الذي يتضمن منظر البحيرات الزرقاء والغابات الخضراء يُشكّل مزيجًا فريدًا من نوعه، كما أنهُ يحتضن العديد من المعالم الأثرية والتاريخية التي تعود للحقب الإسلامية والعثمانية.
سادسًا: بحيرة ساوة في المثنى
تقع بحيرة ساوة إلى الشمال الغربي من مدينة السماوة وهي بحيرة قديمة طولها 16 كيلومترًا بيضوية الشكل وغير منتظمة، مغلقة ومحاطة بجدار كلسي تكون نتيجة لارتطام مياه البحيرة بمحيطها.
ومياه البحيرة كلسية فيها عيون داخلية تعطي قوة دفع من الأسفل إلى الأعلى، ولأن مياه البحيرة معدنية تميل للتصلب الكلسي حول محيطها، فقد أعطت كثافة نوعية للمياه بحيث أدت لحدوث ضغط للأسفل يساوي قوة دفع العيون من الأسفل إلى الأعلى.
سابعًا: قرية الصحين في ميسان
يمكن الوصول إلى قرية الصحين عبر الزوارق البخارية من خلال السير في نهر المجر الكبير ثم في فرعه العدل، وتقوم أكواخ القرية فوق جزر صناعية من القصب والبردي تمتد على شكل بيضوي.
وكانت خالية من السكان سنة 1920 باستثناء عائلة أو عائلتين من المعدان، وسكنت المنطقة أفراد من عشيرة الفتلة (من البو محمد) ثم هجروها، وفي سنة 1936 وفدت إليها عشيرة آل فرطوس قادمة من منطقة العدل وسكنت إلى جوارها قلة من عشيرة الحمران.
ثامنًا: بحيرة الحبانية في الأنبار
تمثل بحيرة الحبانية منخفضًا طبيعيًا يقع عند حافة الهضبة الغربية وعلى مقربة من نهر الفرات، وعلى بعد 20 كم عن مدينة الرمادي، وهي مكان ملائم لركوب الزوارق البخارية والتمتع بمناظر البحيرة الجميلة والتعرض لأشعة الشمس على ساحلها الرملي.
وأقيم فيها مدينة سياحية افتتحت عام 1979، وتبلغ مساحتها 75 هكتارًا وعرضها 500 م، وتضم استعمالات تجارية وسكنية وخدمية واستعمالات النقل والمرور، فضلًا عن المناطق الخضراء والمفتوحة.
تاسعًا: جزيرة أم الخنازير في بغداد
جزيرة أم الخنازير، تعتبر من أكبر وأهم الجزر النهرية في مدينة بغداد، وأكثرها كثافة بالنبات الطبيعي النامي فيها منذ تكونها وإلى مرحلة الثمانينيات من القرن الماضي.
وهي تقع في وسط نهر دجلة بين منطقتي الجادرية بالكرادة الشرقية، والقادسية بجانب الكرخ، وتصل بالقادسية برًا بواسطة جسر وقبل الجسر كانت عبارة تقوم بنقل السياح إليها.
عاشرًا: سد دوكان في السليمانية
هو سد يقع على نهر الزاب الصغير ضمن محافظة السليمانية، حيث يقع على مسافة 60 كيلومترًا شمال غرب المدينة وعلى بعد 100 كيلومتر من مدينة كركوك وهو سد خرساني مقوس.
ويعتبر مصيف سد دوكان من المصايف السياحية المتميزة في إقليم كردستان والعراق ككل بسبب وجود بحيرة دوكان حيث المناظر الخلابة والطبيعة الجميلة، كما أن درجات الحرارة فيه تجعل من أجواءه ربيعية دائمة حتى في فصل الشتاء.
وفي النصف الأول من العام 2023، بلغت إيرادات العراق من السياحة 12 مليار دينار، وفق بيان صادر عن هيئة السياحة التي أوضحت أنّ مجموع المرافق السياحية من الفنادق بلغ 1532 فندقًا في بغداد والمحافظات، كما بلغ عدد المرافق السياحية من المطاعم والقاعات وباقي المرافق السياحية الأخرى 2094 مرفقًا.
أبرز المساوئ في القطاع السياحي العراقي
ويمتلك العراق العديد من المواقع السياحية المهمة، سواء الدينية أو التاريخية أو الطبيعية، لكنها "غير مستغلة من قبل الحكومة"، بحسب الخبير الاقتصادي مصطفى حنتوش.
ويقول حنتوش لـ"ألترا عراق"، إنّ "العراق لا يمتلك البنى التحتية الخاصة بقطاع السياحة"، مبينًا أنّ "السائحين دائمًا ما يأتون إلى العراق ويتعرضون للصدمة جراء الخدمات الخاصة المقدمة لهم، فبالتالي يمتنع عن زيارة البلاد مرة أخرى".
العراق ورغم دخوله في العام 2024 وهو يجاور بلدان سياحية كتركيا، إلا أنه "لا يمتلك لغاية الآن الدليل السياحي الخاص بالمناطق السياحية للمواقع المهمة في البلاد"، كما يعبّر عن ذلك حنتوش.
ويختم الخبير الاقتصادي، حديثه قائلاً إنّ "هناك حاجة كبيرة لإعادة تأهيل البنى التحتية الخاصة بالسياحة من خلال توفير طرق خاصة وفنادق قريبة من المواقع السياحية ترتقي لاستقبال السائحين العرب والأجانب".