ما زال العراق واحدًا من أبرز البلدان التي يسيطر الفساد على مؤسساته السياسية والخدمية، على الرغم من الإعلان الرسمي المستمر بـ"مكافحة الفساد وملاحقته"، إلا أن قصصًا توصف بأنها "فضائح" تثار في الفضاء العام بين فترة وأخرى.
ويستعرض "ألترا عراق" هنا أبرز قصص الفساد التي أشعلت الرأي العام خلال العام 2024:
1-سرقة أموال ضحايا الإرهاب في ديوان محافظة ديالى
أعلنت السلطات العراقية في شهر نيسان/أبريل 2024 عن سرقة كبيرة تخص أموال تعويضات ضحايا الأعمال الإرهابية والعسكرية في محافظة ديالى شرقي البلاد، قدرت بـ9 مليارات دينار (7 ملايين دولار)، أبطالها موظفون في ديوان المحافظة.
وجرى فيما بعد، إلقاء القبض على شخصين اثنين بينهما موظفة تعمل في الديوان وضبط جزء يسير من الأموال المنهوبة، كما أكدت التحقيقات أن عملية السرقة تمت قبل نحو 8 أشهر من اكتشافها.
2-صدور أحكام بشأن "سرقة القرن"
تصاعدت أحداث ما يعرف بـ"سرقة القرن" التي يعتبر الرأس المنفذ الأكبر فيها "نور زهير" وغيره من مستشارين في مكتب رئيس الوزراء وزراء ونواب في البرلمان، حيث بدأ القضاء العراقي بالمباشرة في تحديد مواعيد حضورية للمحاكمة تهرب عنها المتهم الأبرز، نور زهير، حتى فر خارج البلاد إلى جهة مجهولة خلال عام 2024.
وتصل مبالغ هذه السرقة إلى مليارين ونصف المليار دولار، وهي من أموال الأمانات الضريبية، وتم الكشف عنها من قبل عدة جهات معنية قبل نحو شهرين من انتهاء فترة الحكومة السابقة برئاسة مصطفى الكاظمي عام 2021.
وأصدر القضاء أحكامًا بالسجن 10 سنوات بحق المتهم نور زهير، و3 سنوات بحق المتهم هيثم الجبوري، وهو نائب سابق ومستشار سابق لرئيس الوزراء.
وحُكم أيضًا على رائد جوحي المدير السابق لمكتب رئيس الوزراء، والمقيم حاليًا خارج العراق بالسجن 6 أعوام مع "عدد من الموظفين المشتركين بالجريمة" لم يكشف البيان القضائي عن أسماءهم.
3- تسريب مستشار رئيس الحكومة
في تشرين الثاني/نوفمبر، فتحت السلطات العراقية تحقيقًا في تسجيل صوتي منسوب إلى رئيس هيئة المستشارين بمكتب رئيس الوزراء يتعلق بتلقي رشى مقابل منح فرصة استثمارية.
وتداولت وسائل الإعلام العراقي ومنصات على مواقع التواصل الاجتماعي تسريبًا صوتيًا لكبير مستشاري رئيس الوزراء، عبد الكريم الفيصل، وهو يتحدث عن طلبه "رشوة" خلال مكالمة صوتية ويعاتب على استلام "مليون دولار فقط".
وظهر التسريب بعد سلسلة تسريبات صوتية هزّت البلاد، منها تسريبات لرئيس هيئة النزاهة السابق، حيدر حنون، ورئيس هيئة الضرائب، علي علاوي الذي يشير تسريبه إلى "تلاعب بأموال الضرائب مقابل تخفيض نسبة الضرائب على مشاريع أحد رجال الأعمال".
4 ـ عقد بالشراكة مع نور زهير
وفي أيلول/سبتمر، كشف عضو مجلس النواب، ياسر الحسيني، شبهة فساد بالشراكة مع "نور زهير"، في منح عقد إعادة تأهيل خطوط السكك الحديد، الذي "يرهن النفط العراقي مقابل إعادة صيانة شبكات السكك الحديد التي هي بالأصل متهالكة".
وبحسب الحسيني، فإن "ملف الفساد المتعلق بتأهيل سكك الحديد يمثل أضعاف سرقة القرن" مشيرًا إلى أن "الملف يرتبط بتعاقد الشركة العامة للسكك الحديدية مع 3 شركات تضامنية، وهي دايو الكورية، والنحالة، والمها لصيانة وتأهيل السكك الحديدية القديمة، وليست سككًا كهربائية أو حديثة".
وبحسب الحسيني، يتضمن العقد إلزام قانوني للحكومة بتسديد 22 مليار دولار ونصف المليار، متوقعًا أن "تنتهي الدورة النيابية وينتهي دور هذه الحكومة وتتم مقاضاة العراق بالمحافل الدولية وتغريمه مبلغ العقد".
5-اعتقال ضابط في استخبارات الأنبار متلبسًا بالرشوة
ضبط فريق من هيئة النزاهة الاتحادية مسؤول شعبة استخبارات منطقة "زنكوره" التابعة إلى مديرية استخبارات ومكافحة إرهاب الأنبار، قسم الرمادي متلبسًا بتسلّم الرشوة، حيث تسلم مبلغ مليون دينار رشوة من أحد المُشتكين، بعد إيهامه بوجود تقرير أمني بحقه.
6- حكم بسجن وزير النقل الأسبق
أصدرت محكمة جنح الرصافة المختصة بقضايا النزاهة قرار حكمٍ غيابيًا بالحبس الشديد 3 سنوات على المتهم الهارب وزير النقل الأسبق كاظم فنجان حسين الحمامي على خلفية ارتكاب مُخالفات في عقود تزويد طائرات الخطوط الجويَّة العراقيّة بوقود الطائرات في المحطَّات الخارجية.
7- فساد في صحة كركوك
أعلن مكتب تحقيق كركوك في هيئة النزاهة، تمكنه من كشف فساد في دائرة صحة المحافظة، حيث تم رصد شبهات فساد في عقدي تجهيز 10 أجهزة خاصّة بالعمليات الجراحيَّة والناظورية مع أحد مكاتب الأدوية بمبلغ (287,500,000) دينارٍ.
وقالت النزاهة إن "المواد المُجهزة كانت ذات نوعية رديئة ومن مناشئ غير معروفة، فضلاً عن أنَّ بعض أجزائها سريعة الاستهلاك وغير متوفرةٍ في الأسواق المحلية إلا عن طريق المكتب المجهِّز حصرًا".